ما هي خدمات اختصار الروابط؟ كيف ظهرت وماهي فائدتها؟

لا بد وأنّك قد سمعت لمرة واحدة على الأقل مصطلحات من قبيل “اختصار الروابط” أو “تقصير الروابط”، أو أنّك شاهدت روابط قصيرة وغريبة _ليست كالروابط الاعتيادية_ في أحد المنشورات على فيسبوك أو في تغريدة على تويتر. إن كنت إذًا قد تساءَلت عن ماهية هذه المصطلحات، أو تعجبت من شكل هذه الروابط فسنحاول في هذا المقال توضيح هذا الأمر.
سنتكلم في السطور القادمة عن بدايات خدمة اختصار الروابط، وأهم المواقع الّتي تقدّم هذه الخدمة، ومن ثمّ سنخصص الحديث عن خدمة اختصار الروابط الّتي تقدمها شركة غوغل، مع تبيان محاسنها ومساوئها.

ماهي خدمة اختصار الروابط ومتى ظهرت؟

يمكن القول باختصار أنّ هذه الخدمة تعني تقصير العناوين الإلكترونية الطويلة للمواقع، وتقليل عدد محارفها بحيث تصبح أسهل في التعامل، وخاصةً إذا ما أردنا إرسال عناوين هذه المواقع عبر البريد الالكتروني، أو وضعها كروابط ضمن منشور على الفيس بوك، أو في تغريدة على تويتر، حيث أنّ العنوان القصير أجمل ومن الواضح أنّ التعامل مع عدة روابط قصيرة أسهل من التعامل مع هذه الروابط بطولها الأصلي.
عنوان إلكتروني لمقالة على مجلة بن العلمي:
https://www.benleulmi.info/2019/01/blog-post_4.html

عنوان يقود إلى نفس المقالة ولكن أُنشئ باستخدام خدمة اختصار الروابط من غوغل:
ويمكن ملاحظة الفرق بكل سهولة، حيث يصل الفرق في عدد المحارف بين الرابطين إلى 45 محرف.
من غير الواضح متى بدأ مستخدمو الإنترنت بالحديث عن تقصير الروابط لأول مرّة، ولكن هنالك دلالات بأنّ الأمر حدث بين عامي 2000 و2001، لكن البداية الفعلية كانت مع موقع tinyurlالّذي أُطلِق في العام 2002، والّذي مهد بدوره الطريق للعديد من المواقع الأُخرى الّتي تقدّم ذات الخدمة، حتى وصل عددها إلى العشرات لا بل المئات، وأهم هذه المواقع هي: bitly.com ،is.gd،adf.ly ،bit.do ،mcaf.ee، ولعل أهمها على الإطلاق هي خدمة تقصير الروابط الّتي تقدمها شركة غوغل goo.gl.

موقع tinyurl أقدم موقع معروف يقدّم خدمة اختصار الروابط.

(goo.gl) خدمة اختصار الروابط الخاصة بغوغل

أطلقت غوغل خدمتها لجميع المستخدمين في أيلول عام 2010، بعد أن كانت مقتصرة على بعض العملاء المميزين، ومن ذلك الوقت قامت بتطويرها وتحسينها حتّى أصبحت الوجهة الأولى والخيار الأمثل لعديد المستخدمين.
استخدام خدمة اختصار روابط جوجل سهل للغاية، فما عليك أولًا سوى تسجيل الدخول إلى حسابك ثم الانتقال إلى goo.gl. تقوم بعدها بنسخ الرابط الّذي تريد اختصاره وتضغط على زر تقصير، يُضاف بعد ذلك الرابط القصير الجديد إلى قائمة تحوي كل الروابط الّتي سبق وقمت بتقصيرها، فتستطيع القيام بعد ذلك بمجموعة من العمليات من خلال لوحة التحكم.
أولى هذه العمليات هي نسخ الرابط القصير ومشاركته أينما تشاء، ولكن لا تتيح لوحة التحكم إنشاء ونسخ الروابط فقط، وإنّما يمكنك من خلال اللوحة معرفة عدد المرات الّتي تمّ من خلالها زيارة الرابط، كما يوجد على يمين الرابط رمز على شكل ثلاث نقط سوداء، من خلال الضغط على هذا الرمز يمكن الوصول إلى قائمة تحوي ثلاثة خيارات هي:
1- (Analytics Data): يمكن من خلال هذا الخيار الحصول على معلومات مفصّلة عن طريق أشكال وجداول إحصائية، تبيّن هذه المعلومات أوقات زيارة الرابط، والدول الّتي تمت منها الزيارة ونوعية الأجهزة الّتي استخدمها زوار رابطك كذلك.
2- (QR Code): يُعطيك هذا الخيار كود مميّز خاص برابطك.
3- (Hide Url): يمكن من خلال هذا الخيار إخفاء أي رابط من القائمة، مع ملاحظة أنّ الرابط سيختفي من القائمة فقط مع بقائِه يعمل في أي مكان سبق وقمت مشاركته فيه.

طريقة إظهار البيانات بعد طلب الأمر Analytics Data.

بعد أن تعرفنا بشكل عام على الخدمة الّتي تقدمها غوغل، لنذكر الآن محاسن هذه الخدمة ومساوئها.

لماذا اختار خدمة غوغل؟

يبقى السؤال لماذا سأستخدم خدمة غوغل، وأنسى مئات الخدمات الأُخرى الّتي سبق وذكرناها؟ الجواب باختصار أنّ هذه الخدمة تتمتع بعدد من الميّزات غير الموجودة في غيرها من الخدمات.
أُولى هذه الميّزات عدم مواجهة مشاكل محتملة لتحسين السيو مع روابطك، حيث أنّ تضمين روابط في صفحة ما على الإنترنت يزيد من إمكانية ظهور هذه الصفحة في النتائج الأولى لمحركات البحث، ومع خدمة غوغل لتقصير الروابط لن تفقد هذه الخاصيّة.
أمّا ثاني هذه الميّزات فهو الأمان النسبي الّذي تقدمه غوغل، فأنت لا ترغب بكل تأكيد بضياع كل الروابط الّتي قمت بتقصيرها ومشاركتها هباءً عندما تتعطل خدمة ما _غير غوغل _ تقوم باستخدامها، ولذلك فإنّ شركة بحجم غوغل تُعتبر خيار آمن من هذه الناحية، وحتّى لو رغبت غوغل في إيقاف خدمتها، فلن تفعل ذلك بشكل مفاجئ، وستعطي الوقت للمستخدمين بحيث ينقلون روابطهم إلى خدمة أخرى.
والسبب النهائي هو مجرد السرعة والسهولة، فغالبيتنا نملك حسابات على غوغل بشكل مسبق، وهذا ما يجعلها خيارًا سريعًا إذا لم تكن ترغب بإنشاء حساب جديد على خدمة تقصير روابط أُخرى، فمن يرغب بكلمة سر جديدة يضيفها إلى القائمة، ولكن ماذا عن مساوئ الخدمة؟

لماذا لا يجب أن أختار خدمة غوغل؟

بالرغم من الميّزات الجيّدة الّتي تقدمها خدمة غوغل، إلّا أنّ هنالك بعض المساوئ كذلك. الأمر الأول هو مشكلة الثقة، فكثير من المستخدمين يعتقدون أنّ غوغل تستخدم بياناتهم في أمور لا يرغبون هم بها، فإنّ كنت من بين هؤلاء فأنت لا ترغب بإعطاء غوغل المزيد من البيانات.
في الحقيقة مع خدمة غوغل أنت لا تعطي البيانات للشركة فقط، وإنّما لأي أحد يرغب بذلك أيضًا، حيث يمكن لأي أحد أن يطّلع على كل المعلومات الّتي تخص رابط ما قمت أنت بإنشائه، مثل عدد الزيارات وأماكن هذه الزيارات، وذلك من خلال إضافة .info أو إضافة + إلى نهاية الرابط القصير، بحيث يصبح الرابط على الشكل https://goo.gl/XJKRdk.info أو +https://goo.gl/XJKRdk، وبالتالي يمكن الاطّلاع على كل المعلومات التحليلية الخاصة بالرابط، فإذا كنت لا ترغب بأن يطّلع أحد على معلوماتك فباختصار لا تستخدم خدمة غوغل.

نقاط إضافية

كثير من الأشخاص يقومون بإنشاء روابط قصيرة تقود إلى سبام، لذلك قامت شركة غوغل بتزويد المستخدمين بأداة لتمكينهم من التبليغ عن أي محتوى مشكوك بأمره.
بقي أن ننوه في الختام على أنّ الروابط القصيرة الّتي تنشأ بواسطة خدمة غوغل غير قابلة للمسح إطلاقًا من قاعدة بيانات الشركة _يمكن فقط إخفائها كما بيّنا_ لذلك يجب الحذر قبل إنشاء أي رابط قصير، ويجب الحذر كذلك قبل نشر أي رابط؛ لأنّها عملية غير قابلة للإلغاء.

هذه كانت لمحة عامة عن خدمة اختصار الروابط، مع شرح مفصّل بعض الشيء عن خدمة اختصار الروابط الّتي تقدّمها غوغل لمستخدميها. بقي أن تخبرونا بملاحظاتكم وعن خبراتكم السابقة في التعامل مع خدمة غوغل أو الخدمات الشبيهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى